حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
تدخل القضية الجنوبية مرحلةً جديدةً مع إعلان تشكيل حكومة المناصفة في أهم خطوات إنجاح اتفاق الرياض.
الجنوب أولى كثيرًا من الاهتمام طوال الفترة الماضية، بإفساح المجال أمام إنجاح اتفاق الرياض بالنظر إلى أهميته السياسية والعسكرية، فيما يتعلق تحديدًا بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية.
وتقوم الاستراتيجية الجنوبية، في الوقت الراهن، على حسم المواجهة أمام المليشيات الحوثية التي تُشكّل خطرًا كبيرًا على أمن الجنوب واستقراره، وذلك انخراطًا من الجنوب إلى جانب المشروع القومي العربي في التصدي للمشروع الفارسي في المنطقة.
ولا شك أنّ الاستقرار الذي ينجم عن اتفاق الرياض يعطي الجنوب فرصةً أمام إعادة ترتيب الأوراق بشكل هادئ، على نحو يُمكّن الوطن من بناء مؤسّسات راسخة، تحقّق تطلعات الشعب الجنوبي في المقام الأول.
ولعلّ ما عرقل تحركات الجنوب في هذا الإطار، هو أنّ الفترة الماضية شهدت عدوانًا مسعورًا شنّته المليشيات الإخوانية الإرهابية ضد الجنوب، سعت من خلاله للنيل من أمنه واستقراره ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته، بالإضافة إلى عرقلة مساعيه نحو تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
وإذا ما سارت الأمور كما المأمول وتحلت المليشيات الإخوانية بضبط النفس وأوقفت اعتداءاتها الخبيثة ضد الجنوب وشعبه، فإن الجنوب يتمكّن من إعادة بناء مؤسّساته ويمنح الفرصة أمام تولي الكفاءات المناصب الإدارية الخدمية، التي تحدث ثورة نوعية شاملة في كافة القطاعات دون أي تأخير.
والجنوب في حاجة ماسة لهذه “الثورة الإدارية”، بعدما عانى الأمرين طوال الفترة الماضية من جرّاء سياسات إخوانية خبيثة قامت على صناعة الأعباء أمام الجنوبيين والعمل على تغييب الخدمات بشكل كامل، على نحوٍ شكل ما يمكن اعتبارها جريمة حرب غادرة.
السيناريو الآخر، وهو غير مستبعد على الإطلاق، يتمثّل في مواصلة المليشيات الإخوانية جرائمها واعتداءاتها الإرهابية ضد الجنوب وشعبه، وهنا يعني أنّ المرحلة المقبلة سيتم التركيز فيها أيضًا على المواجهات العسكرية التي تستهدف تحقيق الأمن في كافة أرجاء الجنوب.
وتبقى احتمالات هذا السيناريو قائمة بالنظر إلى أنّ المليشيات الإخوانية زرعت العديد من الخلايا الإرهابية في الجنوب طوال الفترة الماضية، ما يعني أنّ انسحاب المليشيات الإخوانية الذي تمّ مؤخرًا وفقًا لما نصّ عليه اتفاق الرياض سيكون بلا قيمة، إذا ما أشعلت مليشيا الإخوان الجبهات من جديد.
